2025-09-22 04:18:23
بعد مرور 15 عامًا على رحيل كلود ماكيليلي عن ريال مدريد، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في سانتياغو برنابيو. ففي عام 2003، قام فلورنتينو بيريز بضغط “زر التدمير الذاتي” بعد فترة مجيدة حقق خلالها النادي ثلاثة ألقاب لدوري الأبطال، مما أدخل النادي في أسوأ فترة تخبط في تاريخه.
اليوم، تواجه إدارة بيريز تحديات مشابهة. فبعد سلسلة من النجاحات الأوروبية تحت قيادة زين الدين زيدان، يجد النادي نفسه على مفترق طرق حاسم. رحيل زيدان المفاجئ أعاد إلى الأذهان ذكريات رحيل ماكيليلي، خاصة مع رغبة لوكا مودريتش في الرحيل إلى إيطاليا وتمرد ماتيو كوفاسيتش.
الفرق الجوهري هذه المرة أن ريال مدريد يمتلك تشكيلة هي الأقوى في أوروبا، مع تيار ثابت من الألقاب ومزيج نادر من الخبرة والمواهب الشابة. لكن بيريز، المعتاد على التدخل في الخطط والتشكيلات، يبدو أنه لا يمتلك خطة واضحة لإدارة سوق الانتقالات الصيفية.
المشكلة ليست فقط في القوانين الجديدة لنافذة الانتقالات أو صعوبة الحصول على الأهداف المعلنة، بل في أن هذه الأهداف نفسها لا تمثل الاحتياجات الحقيقية للفريق. أسماء مثل إدين هازار وروبرتو فيرمينو تبدو أكثر كرفاهيات منها كضرورات، بينما تبقى مراكز الدفاع والمحور الهجومي تحتاج إلى تعزيزات حقيقية.
الوضع الحالي لريال مدريد يذكرنا بفترة التخبط السابقة، لكن مع فرق مهم: الفريق لا يزال يمتلك قاعدة قوية من اللاعبين المتميزين، والمنافسون المحليون ليسوا في أفضل أحوالهم. برشلونة وأتلتيكو مدريد يعانيان من مشاكل بنيوية تحتاج وقتًا للحل، مما يمنح الريال فرصة للسيطرة على المسابقات المحلية.
التحدي الأكبر الذي يواجه بيريز الآن هو تجنب الوقوع في فخ الهيستيريا والإدارة العشوائية التي ميزت فترات الغالاكتيكوس السابقة. النجاح سيتطلب توازنًا دقيقًا بين الحفاظ على استقرار الفريق وتلبية الاحتياجات الحقيقية للتشكيلة، بعيدًا عن الصفقات الإعلامية والأسماء اللامعة التي لا تخدم المصالح الرياضية للنادي.
الخيارات بين يدي بيريز الآن: إما أن يتعلم من أخطاء الماضي ويبني على أساس متين، أو يعيد تكرار سيناريو التدمير الذاتي الذي عانى منه النادي من قبل. مستقبل ريال مدريد في الموسم المقبل يعتمد على هذه الخيارات المصيرية.